أكدت أخصائيات نفسيات أن مرضى السمنة يتأثرون نفسيا واجتماعيا ويختلف تجاوبهم الاجتماعي بعد إجراء عمليات جراحية لإنقاص الوزن، مشيرات إلى ارتفاع نسبة التجاوب الاجتماعي والثقة بالنفس حسب الاستبيانات التي تم توزيعها على المريضات ممن خضعن لعمليات جراحية.
وأوضح استشاري جراحة المناظير وتصغير المعدة في مستشفى الحرس الوطني بالمنطقة الشرقية الدكتور خالد ميرزا أن أكثر من 90% من مريضات العمليات الجراحية للسمنة يفضلن عدم الإفصاح عن إجرائهن العملية الجراحية لقريباتهن وصديقاتهن، موضحا أن بعضهن تجعل التكتم على الأمر شرطا لإجراء العملية، وأن كثيرا منهن لم يفصحن عن السبب للاستشاري، ويطلبن منه عدم إفشاء سرهن لمريضات أخريات، وعدم استخدام اسمهن كمثال لذلك.
وقال الدكتور ميرزا إن الرجال لا يواجهون مثل هذه المشكلة، حيث يمكن أن ينصحوا القريب والبعيد بعمل العملية ممثلين نجاحها بأنفسهم، مضيفا أن النساء يشكلن النسبة الأعلى في إجراء تلك العمليات الجراحية.
وأشار إلى أن النساء يشغلن النسبة الأكبر بين المصابين بالسمنة في المملكة، مرجعا السبب إلى الملابس الفضفاضة، وافتقار الأماكن الرياضية العامة، فضلا عن قلة أسعار المواد الغذائية والمشبعة بالسكريات.
من جهتها أكدت الأخصائية النفسية فاطمة الجوهي أن عددا من تلك السيدات يشعرن بالحرج من انتقاصهن لقوتهن الذاتية. كونهن لم يستطعن التغلب على سمنتهن إلا بالتدخل الجراحي، موضحة أنه بالنسبة لهن فإن عملية إنقاص الوزن تصيبهن بالحرج الاجتماعي، لما لها من دلائل على ضعف الإرادة الإنسانية لديها أمام الطعام، مما استوجب خضوعها لعملية جراحية لإنقاص وزنها.
وذكرت أن غالبية من ينقصن من أوزانهن بإجراء عملية جراحية أو عمل نظام غذائي، ينقصن كثيرا من الوزن، ويتحولن من شخصيات منطويات إلى شخصيات اجتماعية تظهر في المجتمع بجرأة بعكس السابق، كما تتحسن نفسيتها وتغمرها البهجة والثقة اللتان افتقدتهما سابقا.
وقالت الجوهي إن المرأة بطبيعتها تتأثر بالرأي الاجتماعي أكثر من الرجل الذي يكون من الناحية الفسيولوجية أكثر جرأة لمواجهة مجتمعه، كما أنه لا يجد أن إجراء مثل تلك العملية انتقاصا من قدره، وإنما هو نجاح جيد.
من جهتها أوضحت الاختصاصية الاجتماعية وفاء البكري أن موضوع إجراء العمليات الجراحية لعلاج السمنة بات متداولا في المجالس، خاصة النسائية منها، كونه يجمع بين حل لمشكلة اجتماعية وبين مغامرة في إجراء عملية مجهولة النتائج لحداثتها.
وأوضحت أن تلك المشكلة تؤثر على نفسيات وعلاقات السمينات بمجتمعهن، حيث يصبن بالانطواء ورفض مواجهة المجتمع، وعدم الرغبة في الظهور الاجتماعي، فقط من أجل سمنتها، في الوقت الذي يعتبر التدخل الجراحي علاجا جديدا.
وأشارت إلى أن المجتمع فيه مؤيد ومشجع لإجراء مثل هذه العمليات، كما يوجد المعارض المتخوف من نتائجها المجهولة، مما يتطلب من القسم المؤيد محاولة الإقناع بإثبات نجاح هذه العمليات بأسماء ممن قمن بها، وذلك يفرض على المرأة التي خضعت لهذه العملية إخفاء الخبر، كي لا تكون مثالا، مما يشهر سمعتها في الوسط الاجتماعي في قضية تجدها محرجة نوعا ما.
الخميس أغسطس 07, 2008 5:11 pm
